2,202 total views, 3 views today
مقدمة
جاء أصل لفظة فلسفة من اللغة اليونانيّة القديمة فيلوسوفيا “Philosophia”، وقد كانت تعني حب الحكمة وطلبها، وكان يقصد بها الحكمة نفسها، فالرجل إذا وُصف بأنه فيلسوف فكأنما وُصف بأنه رجلٌ حكيم، ولكن في وقتنا الحالي أصبحت تدل على كل الأفكار التي نتجت من خلال إعمال العقل واستخدام المنطق في إيجاد علل وأسباب لكل ما هو موجود، كما يُقصد بها أيضاً دراسة طبيعة أو أساس الوجود، سواء الوجود المادي مثل كل ما يوجد في الطبيعة من حولنا، أو الوجود غير الملموس أو غير المادي مثل اللغة والأفكار والأخلاق وغيرها. ويُعتقد أن أهميّة الفلسفة تكمن في أنها أقدم العلوم المعروفة، ومنها تفرعت علوم أخرى على مدى السنين مثل الفيزياء والرياضيات والفلك والأحياء وغيرها، وذلك لأنّ الفلسفة هي عبارة عن بحث وتحليل لحقيقة الأشياء، ومع ذلك يصعب الجزم لعدم وجود توثيق مكتوب لتلك العلوم القديمة، حيث يعتقد البعض بأن أول العلوم كان علم الفلك ومن ثم جاءت بعده الفلسفة ومن ثم انبثقت منها العلوم الأخرى
مفهوم الفلسفة المعاصرة
يعود مفهوم الفلسفة المعاصرة إلى الحقبة التاريخية التي كانت مع بداية القرن التاسع عشر، أي مع نشوء الفلسفة التحليلية والقارية، أي أنّه مصطلح يُقصد به فترة خاصة في تاريخ الفسلفة الغربية، لكن هناك الكثير ممن يخلط بين مصطلح فلسفة الحداثة، ومصطلح فلسفة بعد الحداثة، حيث إنّ الفلسفة المعاصرة استفادت من حدثين مهمين، أولهما الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة مثل البيولوجيا والرياضيات والفيزياء، وثانيهما العلوم الإنسانية مثل علم الإجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجيا، فاهتمت الفلسفة المعاصرة بدراسة ونقد المعرفة العلمية، بالإضافة إلى اهتمامها في معنى الوجود الإنساني، ومعالجة قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية.
تاريخ الفلسفة المعاصرة
ترتبط فلسفة أي عصر وزمان بفلسفة العصور والأزمان التي سبقتها، حيث إنها لا تنبثق فجأة من العدم، ولكنها تأتي معتمدة على ما سبقها كما هو حال جميع العلوم. كما يرتبط تاريخ الفلسفة المعاصرة بتاريخ الثورة الصناعيّة، حيث إنّ التطوّر الصناعي والاقتصادي طرح في أذهان الكثير من الفلاسفة المعاصرين مسألة الإنسانيّة وما تعنيه، ومعنى الفرديّة وما يجعل كل إنسان مميّزاً عن غيره من المخلوقات وغيره من البشر، وذلك في عصر يسود فيه التعميم على كل شيء، حتى على البشر، حيث يصبح كل ما يهم هو الأرقام والإحصاءات، فظهرت هذه الفلسفة كنوع من الدراسة والتحليل لهذا العصر فسُميّت “فلسفة معاصرة” نسبة إلى ما تعاصره من ظواهر في المجتمعات المختلفة.
نشأة الفلسفة المعاصرة
إنّ تطور الحياة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان العامل الأبرز في ظهور الفلسفة المعاصرة، كما كانت المشكلة الفلسفيّة في العصور القديمة التي افتقرت إلى المعرفة العلمية تَنحصر في الإنسان وما وراء الطبيعة، ثمّ العلاقة بين الأفكار والدين في العصور الوسطى الأوروبية التي عانت من بَطشِ الكنيسة الكاثوليكية، فإنّ النهضة الصناعية في أوروبا الغربية والاكتشافات العلميّة أدّت إلى تطور الأفكار الفلسفية، لِتسود النزعات العقلانية والتجريبية. في القرن العشرين اتسعت آفاق المعرفة بشكلٍ كبيرٍ بسبب وسائل الاتصال الحديثة، الأمر الذي أدّى إلى نشأةِ العديد من المذاهب الفلسفية التي تبحث في كيفية تطور الإنسان، واكتشاف ذاته في البيئة التي يَعيش فيها.
قضايا اهتمت بها الفلسفة المعاصرة
الفلسفة والإنسان
إنّ الإنسان في نظر الفلسفة المعاصرة هو كائن يتميز بميزة أساسية هي الحرية، أي أنه يستطيع أن يخلق من نفسه ما يريده في المستقبل، كما أن حريته مرتبطة بالمسؤولية، وهي مسؤولية تجاه البشرية كلها وليست تجاه ذاته فقط، وذلك لأن الإنسان لا يختار الشر بل يختار الخير له وللإنسان والبشرية جمعاء.
الفلسفة والعلم
إنّ العلم هو معركة من أجل الوصول إلى الحقيقة، والمعرفة العلمية في نظر الفلسفة المعاصرة ليست انعكاساً للواقع بل ترجمة له، بحيث تحوله إلى نظريات متغيرة قابلة للتكذيب، ويعود ذلك إلى أن النظرية العلمية فانية.
الفلسفة والحقيقة
الحقيقة هي مجموعة من المجازات والاستعارات والتشبيهات بالإنسان، ومع استمرار استخدامها أصبحت تتميز بالإكراه والشرعية والسلطة. في العصر الحديث كان التقدم العلمي هو المحرك الأساسي للفلسفة المعاصرة، وقد رافق ذلك زيادة شعور الإنسان بفرديته عن الآخرين، كما صاحبه نزعة التحرر من قيود الكنسية، بالإضافة إلى ظهور النزعة الرومانسية التي ترتكز على الشعور والحساسية والعاطفة، وذلك كرد فعل على العفو في النزعة العقلية والتجريبية والعلمية، أما في القرن العشرين فيعتبر الجانبان السياسي والعسكري هما المحركان الرئيسيان لإنجازات الفلسفة والعلم، ولعل أهم ما يميز الفلسفة المعاصرة هو تعدد مصادر معرفة الفلاسفة، وإزالة الحواجز الفكرية بين الفلاسفة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والآراء.
أهم مذاهب الفلسفة المعاصرة
الوجودية
هي تتمركز حول الإنسان حياته ووجوده وموته وعلاقاته بغيره، كما أنّها تهتم بالوجود الواقعي للإنسان، ووجوده هو موضوع الفلسفة، وتعد الحرية عند الوجوديين هي أهم الشروط لتحقيق الوجود الحقيقي للإنسان.
البرجماتية
تقوم على أنّ صحة أي فكرة تعتمد على ما تؤديه من نفع، ويعود أصول ذلك المبدأ إلى الفلاسفة الإغريق، وأهم رواد البرجماتية تشارلز بيريز، وجون ديوي، ووليم جيمس
البنيوية
هو الكل المؤلف من عدة ظواهر متماسكة يتوقف كل منها على ما عداه، ويتحدد عن طريق علاقته بما عداه، ويمكن أن يشمل بنية الشخصية وبنية المجتمع وبنية النص الأدبي، وقد نشأت البنيوية في ظل الظروف التي كان المجتمع الأوروبي بها يتجه نحو البناء والتطور، كما أنّها اتجهت إلى تطوير العلوم الإنسانية حتى تلحق بموكب العلوم التجريبية
It is actually a nice and useful piece of information. I am glad that you just shared this useful info with us. Please stay us up to date like this. Thank you for sharing.