263 total views, 1 views today
مظاهرات ومجازر 8 ماي 1945 شملت معظم أرجاء الجزائر ومن أهم المناطق هي سطيف، المسيلة، قالمة، وخراطة، سوق أهراس التي قامت الشرطة الفرنسية بقمعها في يوم إعلان انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، أتاحت المظاهرات جرى تنظميها في مدينة قسنطينة الفرصة للقوميين للمطالبة بالاستقلال البلاد عن فرنسا. ثم تدخلت الشرطة. وقتل شاب وتحولت المظاهرات إلى أعمال شغب. وقررت السلطات تطبيق القانون العرفي وشرعت الشرطة في قمعها. ما أدى لمقتل آلاف الأشخاص.
كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعو الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد أنعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان أنشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص ب الجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية.
وقد وعدوا الجزائريين أيضا إن شاركوا معهم في الحرب العالمية الثانية أن يحرروا بلادهم وكان الجنود الجزائريون في الصف الأول في الحرب يعني مجموعة دروع بشرية للجنود الفرنسيين، فخرج الشعب الجزائري في مظاهرات سلمية للتعبير عن فرحه إذ وعد من طرف المستعمر الفرنسي باستقلال بلاده لكن قوبلت هذه المظاهرات بالعنف وأول ضحية لإطلاق الرصاص الحي الشهيد بوزيد سعال.
الاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية
شرع زعماء الحركة الوطنية الجزائرية بالتحضير للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية بالتظاهر ابتداء من عيد العمال 1 ماي كان الجزائريون في مختلف أنحاء البلاد كالجزائر العاصمة، وهران، بجاية، تلمسان، قسنطينة، مستغانم، قالمة، غليزان، سطيف، باتنة، بسكرة، عين البيضاء، خنشلة، سيدي بلعباس، سوق أهراس، شرشال، مليانة، سكيكدة، سعيدة، عنابة، تبسة، سور الغزلان. عن طريق تنظيم تجمعات و مسيرات ليتم استغلالها كوسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية و وعي الشعب الجزائري بمطالبه، و نجحت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني الذي أُنتج خصيصا لهذه المناسبة في محل خياطة تابع لتاجر يدعى البشير عمرون. وكانت المظاهرات سلمية، وأدعى الفرنسيون انهم أكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الأعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين.
ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال أنتصار الحلفاء.
نتائج المجازر
كان الرد بقمع على المظاهرات التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر بحق السكان الأصليين، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي شمل وتم استعمال القوات البرية والجوية والبحرية، و دمرت قرى ومداشر ودواوير بأكملها نتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45,000 جزائري أولهم الشاب (بوزيد شعال 22 سنة)، دمرت قراهم وأملاكهم. ووصلت الإحصاءات إلى تقديرات برقام أعلى ما بين 50,000 و70,000 قتيل. [يعود سبب التضارب في عدد الخسائر البشرية إلى تفادي السلطات الفرنسية عام 1945 تسجيل القتلى في سجلات الوفيات هذا إذا كانوا فعلا متوفين لهذا السبب لا زالت بعد الاستقلال طلبات تسجيل الوفيات تبت في محاكم الجزائر المستقلة لسنة 2013.
انعكاسات مجازر ماي 1945 على تيارات الحركة الوطنية الجزائرية وتأثيراتها على تسريع اندلاع ثورة نوفمبر
أولا: تأثيرات ظروف الحرب العالمية الثانية على تيارات الحركة الوطنية:
إن مجازر ماي 1945 قد ارتكبت عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية واحتفال الحلفاء بالنصر على النازية، فكيف كان وضع الحركة الوطنية الجزائرية بمختلف تياراتها وموقفها من هذه الحرب؟
إن السلطات الاستعمارية قد استغلت ظروف الحرب وحلت أغلب التنظيمات السياسة المشكلة للحركة الوطنية وزجت بمعظم قادتها في السجون بعد أن حاولت استمالتهم بمختلف الأساليب للوقوف بجانبها في الحرب ضد الألمان لكن مواقف تيارات الحركة الوطنية من طلب فرنسا الوقوف إلى جانبها في الحرب قد اختلفت من تنظيم إلى آخر ويمكن إجمالها في الآتي:
1 موقف حزب الشعب الجزائري
لقد ساومت فرنسا معظم قادة هذا الحزب في السجن للوقوف بجانبها، إلا أنهم رفضوا رفضا قاطعا وتمسكوا بمواقفهم السابقة والرافضة لأي تعاون مع السلطات الاستعمارية تحت أي ظروف وفي أي شكل من الأشكال ولهذا تم إلقاء القبض على من بقي منهم خارج السجن.
2 جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
رفضت الجمعية كهيئة اتخاذ موقف لصالح فرنسا أو دعوة الشعب إلى ذلك حسب ما كانت تريده الإدارة الاستعمارية فما كان من السلطات الاستدمارية إلا أن اتصلت ببعض أعضاء الجمعية واستمالتهم إلى جانبها علّهم يؤثرون في رئيس الجمعية وبقية أعضائها، لكنهم لم يفلحوا في ذلك.
3 مجموعة النواب المنتخبين
لقد أعلن النواب المنتخبون منذ البداية الوقوف إلى جانب فرنسا ودعوا إلى ضرورة التجنيد في صفوف جيشها لمحاربة الألمان اعتقادا منهم أن مناصرة الجزائريين لفرنسا في هذا الوقت العصيب الذي تمر به سيكون حافزا للسلطات الاستدمارية كي تنظر إلى مطالب الجزائريين بإنصاف وهذا ما عبر عنه السيد فرحات عباس في مذكرته التي وجهها إلى الماريشال بيتان.
4 الحزب الشيوعي الجزائري
إذا جاز لنا أن نعتبر هذا الحزب من تيارات الحركة الوطنية فإن موقفه من الحزب كان واضحا وهو المساندة المطلقة لفرنسا ضد الألمان لماذا؟ لأن هذا الحزب -حسب اعتقادي- كان عبارة عن خلية تابعة للحزب الشيوعي الفرنسي في الجزائر.
نتيجة لمواقف تيارات الحركة الوطنية الرافضة بشكل أو بآخر الوقوف إلى جانب فرنسا، فقد تعرضت أكثر تنظيماتها كما سبق الإشارة إليه إلى الحل والزج بقادتها في السجن، ومن هنا فإن فترة ما بين بداية الحرب وأواخر عام 1942 لم تعرف أي نشاط سياسي علني للحركة الوطنية الجزائرية وذلك لحين دخول قوات الحلفاء إلى منطقة المغرب العربي، حيث تم إطلاق سراح معظم قادة الحركة الوطنية من السجون بالاضافة إلى أن ظروف الحرب قد ساعدت على تعزيز الحس الوطني لدى تيارات الحركة الوطنية الجزائرية المختلفة، مما نجم عنه تطور فكري لدى مجموعة النواب المنتخبين واقترابهم من الطرح الاستقلالي لحزب الشعب الجزائري وبهذه الروح عرفت الفترة الممتدة من أواخر عام 1242 إلى أوائل 1945 نشاطات سياسية متعددة واتصالات علنية وسرية بين ممثلي مختلف اتجاهات الحركة الوطنية وكان من نتائجها (بيان فيفري 1943) الذي شكل الحد الأدنى من المطالب الجزائرية المتفق عليها في تلك الفترة من قبل ممثلي حزب الشعب الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومجموعة النواب المنتخبين (تيار فرحات عباس) هذا البيان الذي تم تقديم نسخ منه إلى كل من:
الوالي العام الفرنسي في الجزائر المارشال / بيرطون
ممثلي دول الحلفاء، وهم (أمريكا، روسيا، بريطانيا)
الجنرال ديغول الذي كان قد شكل حكومة فرنسا الحرة في لندن
ثانيا: مجازر ماي 1945 وانعكاساتها على الحركة الوطنية
لقد سبق وأن أشرنا إلى أن غلاة المستدمرين والمستوطنين الأوروبيين والإدارة الاستدمارية كانوا يتوجسون خيفة من التطور الذي عرفته الحركة الوطنية بمختلف تياراتها قياسا بظروف المرحلة وخاصة ضمن حركة (أحباب البيان والحرية) وكانوا بالتالي يتحينون الفرص للانقضاض على هذه الحركة ونشاطاتها التي وصفها كاتور بأنها عاصفة يجب إيقافها، وقد جاءت الفرصة السانحة التي كان الاستدماريون ينتظرونها بفارغ الصبر على إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية وذلك بمناسبتي الاحتفالات بعيد العمال وانتصار الحلفاء على النازية لترتيب المجازر الفظيعة في حق الشعب الجزائري ابتداء من من مظاهرات أول ماي عيد العمال ووصولا إلى مظاهرات 8 ماي للاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، فكانت المؤامرة الخسيسة التي أعد لها في الخفاء من طرف غلاة الاستدماريين الذين أرعبتهم كما أشرنا إلى ذلك وحدة الحركة الوطنية منذ إصدارها البيان المعروف سنة 1943 وتكو،ين حركة أحباب البيان والحرية عام 1944 وتضاعف نشاطاتها خلال ربيع 1945 فكان الاستدماريون يستفزون الحركة الوطنية ورجالها ويبحثون عن أي مبرر أو ذريعة ما لارتكاب مجازرهم البشعة وجاءت الفرصة المواتية عندما نظم الشعب الجزائريبترخيص من الإدارة الاستعمارية مظاهرات سلمية يوم 8 ماي 1945 للمشاركة في الاحتفالات بالنصر على النازية ولتذكير فرنسا بوعدها قبيل الحرب بتمكين الشعبالجزائري من ممارسة حقه في الحرية والانعتاق، وذلك بالمطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج ورفع مجموعة شعارات تنم عن توجهه الاستقلالي وعن ارتباطه بالوطن العربي مثل (تحيا الجزائر المستقلة، يسقط الاستعمار، تحيا الجامعة العربية). وعندها انطلق جبناء المعمرين والاستعماريين من مخابئهم وشرعوا في صب جام غضبهم على المتظاهرين، وبدأت الاشتباكات بين الجانبين أحدهما أعزل وسلاحه الإيمان بقضيته العادلة، والآخر مدجّج بكل أنواع الأسلحة واشترك فيها المعمرون بمليشيات خاصة كونت لهذا الغرض ومما يدل على النية المبيتة والغادرة هو تدخل الجيش الاستعماري بقواته الثلاث البرية والبحرية والجوية التي نسفت العديد من القرى والمداشر على ساكنيها وبهذا الصدد يقول د / أبو القاسم سعد الله نقلا عن مجلة أمريكية:
(إن قاذفات القنابل الفرنسية قد حطمت قرى آهلة بكاملها في منطقة الحادثة أبناء حملة دامت تسعة أيام وقد طار الطيارون الفرنسيون ثلاثمائة مرة في يوم واحد مستعملين القاذفات الأمريكية الثقيلة والمتوسطة حتى سويت الأرض بعدد من القرى والدواوير ثم طارت الطائرات المقاتلة الفرنسية البريطانية الصنع خلف القاذفاتالأمريكية لتسح السكان الهاربين (من المنازل التي تحطمت) وترمي القنابل على المخابي العربية في الجبال) 1 .
ولم تكتف السلطات الاستعمارية بهذا بل أنها استقدمت لواءها السابع من الألزاس واللورين الذي شارك في القمع والتقتيل كما يشير إلى ذلك د / يحي بوعزيز وقد وصف أحد الصحافيين الأجانب هذه المجازر بقوله:
أبدا… في الحقيقة.. منذ عام 1842 منذ الماريشال سانت أرنو لم تعرف الجزائر حتى في أيامها السوداء في تاريخها قمعا أكثر ضراوة ضد شعب لا يملك وسائل الدفاع في الدروب… في الحقول في الشعاب… في الأودية،.. ليس هناك إلا جثثا مبقورة أمعنت فيها الأفواه المدماة للكلاب الجائعة تحت التجمع المحزن للنسور التي كونت دائرة… هنا وهناك، قرى بكاملها سحقت، مبادئ الانسانية انهارت تحت الرصاصات القاتلة من طرف المتمدنين، آكام وأكداس من الموتى) 2.
وهذا الاتجاه أكده الشيخ البشير الإبراهيمي بقوله:
(لو أن تاريخ فرنسا كتب بأقلام من نور ثم كتب في آخره هذا الفصل المخزي بعنوان مذابح سطيف وڤالمة وخراطة لطمس هذا الفصل ذلك التاريخ كله)
أما عباس فرحات، فقد أكد في كتابه (ليل الاستعمار) على الطابع المبيت لمجازر ماي 1945، بدليل التآمر السابق لها والاستفزاز الذي فجرها، ويشير إلى أن التآمر كان يستهدف (حركة أحباب البيان والحرية) التي جمعت لأول مرة بين الوطنيين والاصلاحيين ضمن آفاق استعادة
Hey would you mind letting me know which webhost you’re working with? I’ve loaded your blog in 3 completely different internet browsers and I must say this blog loads a lot faster then most. Can you recommend a good internet hosting provider at a honest price? Many thanks, I appreciate it!